من أكثر التحديات التي تجعل الطلاق موضوعاً معقداً للغاية ما يترتب عليه من حياة جديدة، تتطلب مسكناً وميزانية واتفاقاً على حضانة الأطفال،
وتوفير حياة مادية ومعنوية أكثر أماناً واطمئناناً لهم، ذلك ما يتناوله موضوعنا أسرة بعائل واحد:
أين يعيش الأطفال؟
أول الموضوعات التي تقابل الوالدين بعد انفصالهما هو أين سيقيم الأطفال وأمامك عدة اختيارات في هذه الحالة:
1- المقر الدائم:
الاختيار الأول: هو الاتفاق بين الوالدين على أن يعيش الأطفال مع أحدهما بشكل دائم وهذا هو المتبع في كثير من الحالات، ويمكن للوالدين مع هذا الاختيار ترتيب جدول زيارات للطرف المنفصل ليقضي بعض الوقت مع الأطفال، وأن يقضي ليلة معهم ويبيتون فيها معه.
2- التنقل بين الوالدين:
هو الانتقال بين الوالدين ومكان إقامتهما رغم أن بعض الأشخاص لا يحبون هذا النظام إلا أن الأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين ينشئون في هذه الظروف لا يعانون من مشكلات في المستقبل، فالعامل المهم ليس هو كثرة تغيير مكان الإقامة ولكن مدى تفاهم الوالدين.
وعموماً فإن ترتيبات معيشة الأطفال مع الوالدين بشكل متساو نادراً ما يستمر خلال سنوات المراهقة حيث يفضلون الانتقال إلى سكن أحد الوالدين باستمرار، ليستطيعوا استقبال أصدقائهم.
3- السكن مع الجدة :
هو إقامة الأطفال في منزل الجدة ويتردد الوالدان عليهم بشكل دوري وهذا الاختيار يتخذه الوالدان اضطرارياً عند دخول شركاء جدد في حياة كل من الأم والأب.
القرارات المهمة :
ماذا يحدث عندما تريد ابنتك شراء سيارة قبل السن القانونية المصرح لها بالقيادة؟ أو إذا أصيب ابنك بمرض ما ولابد من اتخاذ قرار إما إجراء جراحة له أو علاجه في الخارج؟ أو عندما يكون أحد أبنائك على علاقة برفقة سيئة؟ لابد هنا من قرار بالتدخل أما عدم اتخاذ القرار المناسب من أحد الوالدين وترك الأمور تتأرجح فيسبب ذلك. كثيراً من القلق والأفضل هنا أن يتحمل أحد الوالدين كل هذه القرارات المهمة، وهناك بعض الأمور التي يكون تأثيرها كبيراً على الأسرة وخصوصا على الأبناء مثل:
- القرارات التعليمية أو الأكاديمية.
- القرارات الطبية وطب الأسنان.
- القرارات الخاصة بأسلوب الحياة.
ولاء متبادل :
عندما ينشأ الأطفال بين الوالدين، ينشأ عندهم ولاء متبادل لدى الوالدين، أحياناً يقتربون ويتوددون للأب وأحياناً يتوددون للأم وهذا شيء طبيعي ولكن حينما يحدث الطلاق يضع الأطفال والوالدين في قالب جامد وأي تغير يكون مناسبة لتجدد الآلام والخلافات ويتعلم الأطفال من ذلك، فهم يتصورون أن لديهم سلطة على والديهم بناء على الولاء المتبادل بين الوالدين، وهذا يحبط الوالدين والأطفال معا، والخطط المؤثرة التي لابد أن تكون مرنة وهذا لا يعني تراجع الأطفال وتقلب مشاعرهم لكل تغير ولكنه يعني أن كلا الوالدين يهيئ الفرصة لإعادة ترتيب جدول الزيارات والإقامة بشكل دوري ومناقشتها دون تهديد أو شجار.
لكي يظل الطلاق أبغض الحلال :
حتى لا تتعمق الشروخ وتتسع بالطلاق فيحدث الانهيار الشامل للأسرة يمكنك القيام بما يلي حتى تساعد أطفالك على العيش بصورة أسهل إذا ما حدث الطلاق:
1- كن مستعداً للاستماع إلى أطفالك دائماً !
2- أخبرهم عن أسباب الطلاق في وجود أفراد الأسرة جميعاً حتى لو كان ذلك مؤلما ومثيرا للشجون!
3- مارس دورك بشكل طبيعي كأب أو كأم فقط!
4- طمئن أطفالك مبكراً بأنهم ليسوا السبب في الطلاق!
5- لا تستخدم الطفل كموصل رسائل بين الوالدين، مثل قل لوالدك إنه تأخر في دفع المصروف أو نحو ذلك!
6- لا تتجادل أو تتشاجر مع الطرف الآخر أمام الطفل، فكلما شهد الطفل مزيداً من الصراع أثناء وبعد الطلاق مباشرة أدى ذلك بصورة واضحة إلى عدم تكيفه!
7- الطلاق هو حالة تغير للزوجين والأطفال، حاول قدر الإمكان الحد من هذه التغيرات فمثلاً حاول أن يبقوا في نفس المدرسة ونفس السكن إن أمكن وكذلك الأنشطة المختلفة التي يمارسونها!
8- محاولة الالتزام بنظام واحد: فمثلاً الاتفاق مع الطرف الآخر على ما هو مسموح من البرامج والألعاب الالكترونية ومستوى الحوار المناسب المسموح به ووقت النوم المناسب!.
9- لا تستخدم الطفل كسلاح، فالطفل يحتاج لقضاء وقت متميز مع الوالدين وليس من العدالة بقاؤه مع أحدهما فقط بغض النظر عن أن الطفل يبدو ظاهريا راضيا عن ذلك!
10- لا تستخدم الطفل كجاسوس تتلقى منه أخبار الطرف الآخر وإذا تحدث ابنك من نفسه فاستمع جيداً بأدب ولا تعقب إلا بعبارة: أتمنى لكم وقتاً طيباً.
11- لا تضع الأطفال في موقف يحتم لهم أن يكونوا بجانب أحد الوالدين في أي شجار فهم يريدون سعادة كل من الوالدين، فلا تجعلهم في حالة اختيار!
12- لا تنتقد الطرف الآخر أمام الأطفال، تذكر أنه ما زال أم ( أب ) طفلك حينما تنتقد زوجك أمام الطفل، فأنت تنتقد الطفل بشكل غير مباشر!
13- ساعد الطفل ليعيش طفولته ولا تقحمه في مشاكلك، ولا تجعله يتعرف على قلقك ومخاوفك.
14- لا تخف من أي مساعدة خارجية، فأحياناً يكون الطفل غاضباً أو خائفاً ولا يعرف الوالدان كيفية التعامل مع هذه المشاعر، في هذه الحالة يجب عرض الطفل على أخصائي للإرشاد النفسي لتدريبه على الطرق الإيجابية في التعبير عن مشاعره.
15- لا تعط وعوداً لا تستطيع الوفاء بها فإن المحافظة على الوعود تزيد من ثقة الأطفال بك وهذا يساعد على تكيفه في حالة الطلاق بسهولة – وكثيرا ما يقوم الآباء المطلقون بإعطاء وعود تتبع من الإحساس بالذنب فإذا أعطيت وعداً وأدركت لاحقا أنك لا تستطيع الوفاء به فاعترف لطفلك. بذلك قد تعتقد أنه نسى هذا الوعد ولكن هذا نادراً ما يحدث.
16- اهتم بنفسك فمن الأخطاء البسيطة في حالات الطلاق الانشغال بالتعامل مع آلام الآخرين وتنسى نفسك يمكنك التوجه إلى مركز إرشاد نفسي.
